الركن المادي
هو أحد أركان جريمة التهرب الضريبي والذي يتجسد في السلوك الإجرامي الذي يقوم به المتهم بهدف التهرب من سداد الضرائب. فلا تقوم الجريمة بمجرد الامتناع عن دفع الضرائب، بل يشترط وجود فعل مادي يعبر عن نية التهرب. مثل:
- تقديم إقرارات ضريبية مزورة أو مضللة.
- عدم الإفصاح عن الإيرادات الحقيقية.
- إخفاء أو تزوير المستندات المحاسبية.
- التلاعب في الفواتير أو استغلال الإعفاءات الضريبية بطرق غير مشروعة.
الركن المعنوي (القصد الجنائي)
يتمثل في نية التهرب الضريبي، أي أن يكون الفاعل على علم بوجوب سداد الضريبة لكنه يتعمد عدم دفعها بطرق احتيالية. كما يجب أن يكون الفعل متعمدًا وليس مجرد خطأ أو إهمال في تقديم البيانات الضريبية، وذلك لضمان تحقق هذا الركن بجانب باقي أركان جريمة التهرب الضريبي. ففي حال عدم توافر القصد الجنائي، قد يتم الاكتفاء بتوقيع غرامات إدارية بدلًا من اعتبارها جريمة جنائية.
قد يهمك أيضاً: أركان جريمة الاعتداء على ملك الغير وعقوبتها في التشريع الإماراتي 2024
أسباب البراءة في قضايا التهرب الضريبي بالقانون الإماراتي
يتيح القانون الإماراتي للمتهم في قضايا التهرب الضريبي إمكانية الحصول على البراءة في بعض الحالات، إذا توافرت أسباب قانونية قوية تثبت عدم ارتكابه للجريمة أو عدم توافر أركان جريمة التهرب الضريبي. ومن أبرز تلك الأسباب:
- انتفاء القصد الجنائي أو عدم التعمد: إذا أثبت المتهم أن الخطأ كان غير مقصود، مثل الإهمال أو نقص الخبرة المحاسبية، فقد يُحكم ببراءته أو يقتصر الأمر على فرض غرامات إدارية بدلاً من العقوبات الجنائية.
- وجود خطأ في الإجراءات الضريبية: قد تؤدي الأخطاء الإجرائية التي ترتكبها الجهات الضريبية أثناء التحقيق، مثل عدم اتباع القواعد القانونية عند التدقيق أو التفتيش، إلى إبطال القضية ومنح المتهم البراءة.
- عدم كفاية الأدلة: يتحمل الادعاء مسؤولية إثبات التهرب الضريبي بالدليل القاطع، وإذا كانت الأدلة غير كافية أو غير واضحة لإثبات الجريمة، فإن المحكمة قد تحكم ببراءة المتهم.
- تصحيح الوضع الضريبي قبل رفع الدعوى
- إذا قام المتهم بتسوية الضرائب المستحقة ودفع المبالغ المطلوبة قبل بدء الإجراءات القانونية، فقد يتم إيقاف الملاحقة الجنائية بحكم القانون، مما يؤدي إلى إسقاط التهمة عنه رغم ثبوت أركان جريمة التهرب الضريبي.
- الاعتماد على استشارة محاسبية خاطئة: في بعض الحالات، يعتمد المتهم على مستشار مالي أو محاسب قانوني لإدارة التزاماته الضريبية، وإذا كان هناك خطأ في الحسابات بسبب المستشار وليس المتهم، فقد يتم تبرئته.
- عدم خضوع النشاط للضريبة: قد يتم اتهام شخص أو شركة بالتهرب الضريبي بناءً على افتراض خاطئ بأن نشاطهم خاضع للضريبة، بينما هو في الواقع معفى قانونيًا، مما يؤدي إلى البراءة.
هل يمكن التصالح في قضايا التهرب الضريبي بالإمارات؟
نعم، يمكن التصالح في قضايا التهرب الضريبي في الإمارات وفقًا للقوانين الضريبية المنظمة، حيث تسمح الهيئة الاتحادية للضرائب للمكلفين، الأفراد أو الشركات، بتسوية أوضاعهم الضريبية. وذلك من خلال دفع المستحقات والغرامات المطلوبة، مما يؤدي إلى إيقاف الملاحقة الجنائية في بعض الحالات حتى مع ثبوت أركان جريمة التهرب الضريبي. وإليك شروط التصالح في قضايا التهرب الضريبي بالإمارات:
- دفع الضريبة المستحقة: يجب على المتهم دفع جميع الضرائب غير المسددة التي كان يجب سدادها للدولة.
- سداد الغرامات المالية: يتم فرض غرامات تأخير أو غرامات تهرب ضريبي، ويشترط دفعها كاملة أو وفقًا لاتفاق مع الهيئة.
- عدم تكرار المخالفة: التصالح لا يعني الإعفاء من المسؤولية تمامًا، حيث يمكن أن تؤخذ المخالفة السابقة بعين الاعتبار في حال تكرار الجريمة.
- تقديم المستندات والتقارير الصحيحة: يجب تصحيح أي تقارير أو مستندات ضريبية كانت تحتوي على معلومات غير دقيقة أو خاطئة.
أهمية الحصول على استشارة قانونية عن قضايا التهرب الضريبي الامارات
يُعد التهرب الضريبي من الجرائم المالية الخطيرة التي قد تؤدي إلى عقوبات صارمة تشمل الغرامات الضخمة أو حتى الملاحقة الجنائية في حال ثبوت أركان جريمة التهرب الضريبي. لذا، فإن الحصول على استشارة قانونية متخصصة في قضايا التهرب الضريبي بالإمارات أمر ضروري لضمان الامتثال للقوانين الضريبية وتجنب المخاطر القانونية.
إذا كنت تواجه قضية تهرب ضريبي أو ترغب في استشارة قانونية لضمان الامتثال للوائح الضريبية، فإن مكتب بدر بالهوش للمحاماة يعد من أفضل مكاتب المحاماة في الإمارات العربية المتحدة للاستعانة به. تواصل مع مكتب بدر بالهوش اليوم للحصول على استشارة قانونية متخصصة وحماية مصالحك المالية والقانونية في الإمارات.